وَهِي عِنْدهم عُطَارِد والزهرة وَالْأَرْض والمريخ ووسنة وَقد كشفها رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ أولبوس فِي حُدُود سنة ثَلَاث وَعشْرين ومئتين وَألف لِلْهِجْرَةِ ونبتون وَقد كشفها رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ هاردنق فِي حُدُود سنة عشْرين ومئتين وَألف لِلْهِجْرَةِ وسيرس وَقد كشفها رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ بياظى فِي حُدُود سنة سِتّ عشرَة ومئتين وَألف لِلْهِجْرَةِ وبلاس وَقد كشفها أولبوس أَيْضا فِي حُدُود سنة سبع عشرَة ومئتين وَألف وَالْمُشْتَرِي وزحل وأورانوس وَقد كشفها رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ هرشل فِي حُدُود سنة سبع وَتِسْعين ومئة وَألف لِلْهِجْرَةِ.
وَلم يعدوا الْقَمَر من السيارات بل من سيارات السيارات لِأَنَّهُ يَدُور حول الأَرْض ودورانها حول الشَّمْس وَهُوَ عِنْدهم دون عظم الأَرْض بتسع وَأَرْبَعين مرّة وَزَعَمُوا أَن بعد الشَّمْس عَن الأَرْض أَرْبَعَة وَثَلَاثُونَ ألف ألف فَرسَخ فرنسي وَهُوَ الْمُقدر بمسافة سَاعَة وَخمْس مئة ألف فَرسَخ وَمَعَ هَذَا يصل نورها إِلَيْنَا فِي مُدَّة ثَمَانِي دقائق وَثَلَاث عشرَة ثَانِيَة وَأَن الْبعد الْأَبْعَد للقمر عَنْهَا أحد وَتسْعُونَ ألفا وَأَرْبع مئة وَخَمْسُونَ فرسخا والبعد الْأَقْرَب لَهُ ثَمَانُون ألفا ومئة وَخَمْسَة فراسخ فَيكون الْبعد الْأَوْسَط نَحْو سِتَّة وَثَمَانِينَ ألف فَرسَخ.
وَكَانُوا يَزْعمُونَ من قبل أَن لَيْسَ للشمس حَرَكَة على كَوْكَب آخر وَإِنَّمَا لَهَا حَرَكَة على نَفسهَا فَقَط ثمَّ أدركوا أَن لَهَا حَرَكَة على كَوْكَب من كواكب الثريا وجوزوا أَن يكون لذَلِك الْكَوْكَب حَرَكَة على كَوْكَب آخر أبعد مِنْهُ وَهَكَذَا إِلَى مَا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله تَعَالَى. فَإِن سَعَة الجو غير متناهية عِنْدهم، وَفِيه