فِي الْقدر الأول سِتَّة أَمْثَال مَا فِي الْقدر السَّادِس وَجعلُوا كل قدر على ثَلَاث مَرَاتِب وَمَا دون السَّادِس لم يثبتوه فِي الْمَرَاتِب بل إِن كَانَ كقطعة السَّحَاب يسمونه سحابيا وَإِلَّا فمظلما
وَذكر فِي «الْكِفَايَة» أَن مَا كَانَ مِنْهَا فِي الْقدر الأول فجرمه مئة وست وَخَمْسُونَ مرّة وَنصف عشر الأَرْض وَجَاء فِي بعض الْآثَار أَن أَصْغَر النُّجُوم كالجبل الْعَظِيم
وَيجوز أَن يُرَاد بالتزيين ترتيبها على نظام بديع مستتبعا للآثار الْحَسَنَة فيراد ب ﴿الناظرين﴾ المتفكرون المستدلون بذلك على قدرَة مقدرها وَحِكْمَة مدبرها جلّ شَأْنه
وَالْمرَاد بحفظها من الشَّيْطَان إِمَّا مَنعه من التَّعَرُّض لَهَا على الْإِطْلَاق وَالْوُقُوف على مَا فِيهَا فِي الْجُمْلَة وَإِمَّا الْمَنْع من دُخُولهَا والاختلاط مَعَ أَهلهَا على نَحْو الِاخْتِلَاط مَعَ أهل الأَرْض
وَالْمرَاد بِالسَّمْعِ المسترق المسموع
والشهاب الشعلة الساطعة من النَّار الموقدة وَمن الْعَارِض فِي الجو وَيُطلق على الْكَوَاكِب لبريقه كشعلة النَّار
وَالْمرَاد من مد الأَرْض بسطها وتوسعتها ليحصل بهَا الِانْتِفَاع لمن حلهَا وَلَا يلْزم وَمن ذَلِك نفي كريتها لما أَن الكرة الْعَظِيمَة لعظمها ترى كالسطح المستوي وَقد سبق بَيَان ذَلِك
وَالْمرَاد بالرواسي فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وألقينا فِيهَا رواسي﴾ جبال ثوابت جمع راسية جمع راس وَقد بَينا حِكْمَة إِلْقَاء ذَلِك فِيهَا عِنْد الْكَلَام على قَوْله تَعَالَى ﴿وَألقى فِي الأَرْض رواسي أَن تميد بكم﴾


الصفحة التالية
Icon