﴿بِإِذْنِهِ﴾ [٢١٣] كاف، فإن قلت: ما معنى الهداية إلى الاختلاف والهداية إلى الاختلاف ضلال؟ فالجواب: أن أهل الكتاب اختلفوا وكفر بعضهم بكتاب بعض، فهدى الله المؤمنين فآمنوا بالكتب كلها؛ فقد هداهم الله لما اختلفوا فيه من الحق؛ لأن الكتب التي أنزلها الله تعالى حق وصدق، أو اختلفوا في القبلة فمنهم من يصلي إلى المشرق، ومنهم من يصلي إلى المغرب، ومنهم من يصلي إلى بيت المقدس فهدانا الله إلى الكعبة، واختلفوا في عيسى فجعلته اليهود ولد زنا، وجعلته النصارى إلهًا، فهدانا الله للحق فيه.
فائدة: الذي في القرآن من الأنبياء ثمانية وعشرون نبيًّا، وجملتهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا، والمرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيًّا، وكانت العرب على دين إبراهيم إلى أن غيَّره عمرو بن لُحيّ.
﴿مُسْتَقِيمٍ (٢١٣)﴾ [٢١٣] تام.
﴿مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [٢١٤] حسن؛ للفصل بين الاستفهام والإخبار، لأن «ولما يأتكم» عطف على «أم حسبتم» أي: حسبتم وألم يأتكم، قاله السجاوندي، و «لمَّا» أبلغ في النفي من لم، والفرق بين لمَّا ولم أن لمَّا قد يحذف الفعل بعدها بخلاف لم، فلا يجوز حذفه فيها إلَّا لضرورة.
﴿مَتَى نَصْرُ اللَّهِ﴾ [٢١٤] حسن، وقال أبو عمرو: كاف؛ للابتداء بأداة التنبيه.
﴿قَرِيبٌ (٢١٤)﴾ [٢١٤] تام.
﴿يُنْفِقُونَ﴾ [٢١٥] حسن.
﴿وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ [٢١٥] أحسن منه؛ للابتداء بالشرط، و «ما» مفعول، أي: أيُّ شيء تفعلوا.
﴿عَلِيمٌ (٢١٥)﴾ [٢١٥] تام.
﴿كُرْهٌ لَكُمْ﴾ [٢١٦] حسن.
﴿خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [٢١٦] كاف، ومثله «شر لكم».
﴿لَا تَعْلَمُونَ (٢١٦)﴾ [٢١٦] تام.
﴿قِتَالٍ فِيهِ﴾ [٢١٧] حسن.
﴿كَبِيرٌ﴾ [٢١٧] تام؛ لأن «وصد» مرفوع بالابتداء، وما بعده معطوف عليه، وخبر هذه الأشياء كلها «أكبر عند الله»؛ فلا يوقف على «المسجد الحرام»؛ لأن خبر المبتدأ لم يأت فلا يفصل بينهما بالوقف.
﴿أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [٢١٧] حسن، وقال الفراء: «وصد» معطوف على «كبير» ورد لفساد المعنى؛ لأن التقدير: عليه قل قتال فيه كبير، وقتال فيه كفر، قال أبو جعفر: وهذا القول غلط من وجهين: أحدهما: أنه ليس أحد من أهل العلم يقول: القتال فيه الشهر الحرام كفر، وأيضًا فإن بعده «وإخراج أهله منه أكبر عند الله»، ولا يكون إخراج أهل المسجد منه عند الله أكبر من القتل، والآخر: أن يكون «وصد عن سبيل الله» نسقًا على قوله: «قل قتال» فيكون المعنى: قل قتال فيه وصد عن سبيل الله وكفر به كبير،