﴿الْمُتَّقِينَ (١٢٣)﴾ [١٢٣] تام.
﴿هَذِهِ إِيمَانًا﴾ [١٢٤] كاف، ومثله «يستبشرون».
﴿إِلَى رِجْسِهِمْ﴾ [١٢٥] حسن.
﴿كَافِرُونَ (١٢٥)﴾ [١٢٥] تام، على قراءة من قرأ: «أو لا ترون» بالتاء الفوقية، يعنى به: المؤمنين؛ لأنَّه استئناف وإخبار، ومن قرأ بالتحتية لم يقف على «كافرون» (١)؛ لأنَّ ما بعده راجع إلى الكفار، وهو متعلق به، وأيضًا فإنَّ الواو واو عطف دخلت عليها همزة الاستفهام.
﴿أَوْ مَرَّتَيْنِ﴾ [١٢٦] كاف، وكذا «ولا هم يذكرون»، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
﴿ثُمَّ انْصَرَفُوا﴾ [١٢٧] حسن، وقال الفراء: كاف؛ لأنَّ المعنى عنده: وإذا ما أنزلت سورة فيها ذكر المنافقين وعيبهم -قال بعضهم لبعض: هل يراكم من أحد إن قمتم، فإن لم يرهم أحد خرجوا من المسجد (٢).
﴿صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ [١٢٧] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده متصل بالصرف إن جعل خبرًا، وإن جعل دعاء عليهم جاز.
﴿لَا يَفْقَهُونَ (١٢٧)﴾ [١٢٧] تام.
﴿مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ [١٢٨] كاف، وقرئ: «من أنفَسكم» بفتح الفاء (٣)، أي: من أشرفكم، من النفاسة، وقيل: الوقف على «عزيز»؛ لأنَّه صفة «رسول»، وفيه تقديم غير الوصف الصريح، وهو من أنفسكم؛ لأنه جملة على الوصف الصريح، وهو عزيز؛ لأنَّه مفرد، ومنه: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ﴾ [الأنعام: ٩٢] فـ «أنزلناه» جملة، و «مبارك» مفرد، ومنه: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: ٥٤]، وهي غير صريحة؛ لأنها جملة مؤولة بمفرد، وقوله: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [٥٤] صفتان صريحتان؛ لأنَّهما مفردتان كما تقدم، وقد يجاب بأنَّ «من أنفسكم» متعلق بـ «جاءكم»، وجوَّز الحوفي أن يكون «عزيز» مبتدأ، و «ما عنتم» خبره، والأرجح أنَّه صفة «رسول»؛ لقوله بعد ذلك: «حريص»، فلم يجعله خبرًا لغيره، وادعاء كونه خبر مبتدأ محذوف لا حاجة إليه؛ فقوله: «حريص عليكم» خطاب
(٢) انظر: تفسير الطبري (١٤/ ٥٨٢)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(٣) وهي قراءة محبوب وعبد الله بن قسيط ويعقوب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٢٤٦)، البحر المحيط (٥/ ١١٨)، تفسير القرطبي (٨/ ٣٠١)، الكشاف (٢/ ٢٢٣)، المحتسب لابن جني (١/ ٣٠٦).