وسيبويه (١)، وهي في ثلاثة وثلاثين موضعًا في خمس عشرة سورة في النصف الثاني (٢)، وسئل جعفر ابن محمد عن (كلَّا) لِمَ لم تقع في النصف الأول منه؟ فقال: لأنَّ معناها الوعيد، فلم تنزل إلَّا بمكة إيعاد للكفار.
[سور القرآن: أسمائها، ترتيبها، عددها، آيها]
التنبيه العاشر: اعلم أن ترتيب السورة، وتسميتها، وترتيب آيها، وعدد السور -مسموع من رسول الله - ﷺ - ومأخوذ عنه، وهو عن جبريل، فكان جبريل يعلمه عند نزول كل آية أن هذه تكتب عقب آية كذا في سورة كذا، وجمعته الصحابة من غير زيادة ولا نقصان، وترتيب نزوله في التلاوة والمصحف، وترتيبه في اللوح المحفوظ كما هو في مصاحفنا، كل حرف كجبل قاف، ولم يزل يتلقى القرآن العدول عن مثلهم إلى أن وصل إلينا وأدوه أداءً شافيًا، ونقله عنهم أهل الأمصار، وأدوه إلى الأئمة الأخيار، وسلكوا في نقله وأدائه الطريق التي سلكوها في نقل الحروف وأدائها من التمسك بالتعليم والسماع دون الاستنباط والاختراع، ولذلك صار مضافًا إليهم وموقوفًا عليهم إضافة تمسك، ولزوم، واتباع، لا إضافة استنباط ورأي واختراع، بل كان بإعلام رسول الله - ﷺ - لأصحابه، فعنه أخذوا رءوس الآي آية آية، وقد أفصح الصحابة بالتوقيف بقولهم: كان رسول الله - ﷺ - يعلمنا العشر، فلا نتجاوزها إلى عشر أخر، حتى نتعلم ما فيها من العلم والعمل. وتقدم أن عبد الله بن عمر قام على حفظ سورة البقرة ثمان
(٢) تقدم ذكر (بلى) قريبًا، وأما مواضع (نعم) فهي: الأعراف: ٤٤، ١١٤، الشعراء: ٤٢، الصافات: ١٨، ومواضع (كلا): المؤمنون: ١٠٠، الشعراء: ١٥، ٦٢، سبأ: ٢٧، النبأ: ٥، التكاثر: ٤.