وكتبوا ﴿كلما﴾ [٢٥]، هنا و ﴿كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ﴾ [٢٠]، متصلة.
وحذفوا: الألف التي بعد النون من: ﴿جَنَّاتٍ﴾ [٢٥].
والألف التي بعد الهاء من: ﴿الْأَنْهَارُ﴾ [٢٥].
والألف التي بعد الشين من: ﴿مُتَشَابِهًا﴾ [٢٥].
والألف التي بعد الخاء من: ﴿خالدون (٢٥)﴾ [٢٥] كما ترى «مثلًا ما بعوضة» يُبنى الوقف على «ما» وعدمه على اختلاف القراء والمعربين لـ «ما». و ﴿بَعُوضَةً﴾ [٢٦]، قُرئ: «بعوضة» بالرفع، والنصب، والجر (١)؛ فنصبها من سبعة أوجه:
١ - كونها منصوبة بفعل محذوف، تقديره: أعني بعوضة. ٢ - أو صفة لـ «ما». ٣ - أو عطف بيان لـ «مثلًا». ٤ - أو بدلًا منه. ٥ - أو مفعولًا بـ «يضرب»، و «مثلًا» حال تقدمت عليها. ٦ - أو مفعولًا ثانيًا لـ «يضرب». ٧ - أو منصوبة على إسقاط «بين»، والتقدير: ما بين بعوضة، فلما حذفت «بين» أعربت «بعوضة» كإعرابها، أنشد الفراء:
يا أَحسَنَ النَّاسِ ما قَرْنًا إِلى قَدَمٍ | ولا حبالَ مُحبٍّ واصلٍ تَصِلُ (٢) |
ورفعها، أي: «بعوضةٌ» من ثلاثة أوجه:
١ - كونها خبر المبتدأ محذوف، أي: ما هي بعوضة. ٢ - أو أنَّ «ما» استفهامية، و «بعوضة» خبرها، أي: أيُّ شيء بعوضة. ٣ - أو المبتدأ محذوف، أي: هو بعوضة.
وجرها من وجه واحد:
١ - وهي كونها، أي: «بعوضة» بدلًا من «مثلًا»، على توهم زيادة الباء والأصل: «إن الله لا يستحي بضرب مثل بعوضة»، وهو تعسف ينبو عنه بلاغة القرآن العظيم، والوقف يبين المعنى المراد.
فمن رفع «بعوضةٌ» على أنها مبتدأ محذوف الخبر، أو خبر مبتدأ محذوف، كان الوقف على «ما» تامًّا، ومن نصبها، أي: «بعوضةً» بفعل محذوف كان كافيًا؛ لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها لفظًا لا معنى، وكذلك يكون الوقف على «ما» كافيًا؛ إذا جعلت «ما» توكيد؛ لأنها إذا جعلت تأكيدًا لم يوقف على ما
(٢) ذكره عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب- الموسوعة الشعرية