الذين أشركوا قوم يود أحدهم لو يعمر ألف سنة، فعلى هذا يكون الوقف على «حياة» تامًّا، والأكثر على أن الوقف على «أشركوا» وهم المجوس، كان الرجل منهم إذا عطس قيل له: زي هزا رسال، أي: عش ألف سنة؛ فاليهود أحرص على الحياة من المجوس الذين يقولون ذلك؛ وذلك أن المجوس كانت تحية ملوكهم هذا عند عطاسهم ومصافحتهم.
﴿أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [٩٦] حسن، وقيل: كاف؛ لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفًا وحالًا.
﴿أَنْ يُعَمَّرَ﴾ [٩٦] أحسن منه.
﴿يَعْمَلُونَ (٩٦)﴾ [٩٦] تام.
﴿مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ [٩٧] حسن؛ إن رفعت «هدى».
﴿لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧)﴾ [٩٧] تام.
﴿وَمِيكَالَ﴾ [٩٨] ليس بوقف؛ لأن جواب الشرط لم يأت.
﴿لِلْكَافِرِينَ (٩٨)﴾ [٩٨] تام.
﴿بَيِّنَاتٍ﴾ [٩٩] كاف.
﴿الْفَاسِقُونَ (٩٩)﴾ [٩٩] تام؛ للاستفهام بعده.
﴿عَهْدًا﴾ [١٠٠] ليس بوقف؛ لأن «نبذه» جواب لما قبله.
﴿فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ [١٠٠] جائز.
﴿لَا يُؤْمِنُونَ (١٠٠)﴾ [١٠٠] تام، وقال أبو عمرو: كاف.
﴿مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ﴾ [١٠١] ليس بوقف؛ لأن جواب «لما» منتظر.
﴿أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [١٠١] جائز إن جعل مفعول «أوتوا» الواو، والثاني «الكتاب»، وليس بوقف إن جعل «الكتاب» مفعولًا أول، و «كتاب الله» مفعول «نبذ»، كما أعربه السهيلي (١)، و «وراء» منصوب على الظرفيةـ، كذا في (السمين).
﴿وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ﴾ [١٠١] ليس بوقف؛ لأن «كأنهم لا يعلمون» جملة حالية، وصاحبها «فريق»، والعامل فيها «نبذ»، والتقدير: مشبهين للجهال.

(١) عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي: حافظ، عالم باللغة والسير، ضرير، ولد في مالقة، وعمي وعمره (١٧ سنة)، ونبغ، فاتصل خبره بصاحب مراكش فطلبه إليها وأكرمه، فأقام يصنف كتبه إلى أن توفي بها، نسبته إلى سهيل (من قرى مالقة)، وهو صاحب الأبيات التي مطلعها:
يامن يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل ما يتوقع
من كتبه: الروض الأنف -في شرح السيرة النبوية لابن هشام، وتفسير سورة يوسف، والتعريف والإعلام في ما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام، والإيضاح والتبيين لما أبهم من تفسير الكتاب المبين، ونتائج الفكر (ت٥٨١ هـ).


الصفحة التالية
Icon