«من آمن»، كأنه قال: ولكن ذوي البر من آمن ومن أقام الصلاة، ومن آتى الزكاة، ومن أوفى.
﴿إِذَا عَاهَدُوا﴾ [١٧٧] حسن، و «الصابرين» منصوب على المدح كقول الشاعر:

لَا يَبْعُدَنَّ قَوْمِي الَّذِين هُمُ سُمُّ العَدَاةِ وَآفَةُ الجزِر
النَّازِلِينَ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ وَالطَّيِّبُونَ مَعَاقِدَ الأُرْزِ (١)
وقد ينصبون ويرفعون على المدح
﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾ [١٧٧] كاف غير تام، وقال أبو حاتم السجستاني: تام، قال السخاوي: وما قاله خطأ؛ لأن قوله: «أولئك الذين صدقوا» خبر، وحديث عنهم فلا يتم الوقف قبله.
﴿الْمُتَّقُونَ (١٧٧)﴾ [١٧٧] تام.
﴿فِي الْقَتْلَى﴾ [١٧٨] حسن إن رفع ما بعده بالابتداء، وليس بوقف إن رفع بالفعل المقدر، والتقدير: أن يقاص الحر بالحر، ومثله «الأنثى بالأنثى».
﴿بِإِحْسَانٍ﴾ [١٧٨] جائز.
﴿وَرَحْمَةٌ﴾ [١٧٨] كاف.
﴿عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٧٨)﴾ [١٧٨] تام.
﴿فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [١٧٩] كاف، كذا قيل، وليس بشيء؛ لأن الابتداء بالنداء المجرد لا يفيد، إلَّا أن يقترن بالسبب الذي من أجله نودي، فتقول: يأيها الناس اتقوا ربكم، يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله، ومن قال: يضمر قبل النداء فعل تقديره: اعلموا يا أولي الألباب -قوله فاسد؛ لأن الأوامر
(١) البيت من بحر الطويل، والبيت جاء في مطلع قصيدة للخِرنِقِ بِنتِ بَدر.
الخِرنِقِ بِنتِ بَدر (؟ - ٥٠ ق. هـ/؟ - ٥٧٤ م) الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك من بني ضبيعة، البكرية العدنانية، شاعرة من الشهيرات في الجاهلية، وهي أخت طرفة ابن العبد لأمه، وفي المؤرخين من يسميها الخرنق بنت هفان بن مالك بإسقاط بدر، تزوجها بشر بن عمرو بن مَرْشَد سيد بني أسد، وقتلهُ بنو أسد يوم قلاب (من أيام الجاهلية)، فكان أكثر شعرها في رثائه ورثاء من قتل معه من قومها ورثاء أخيها طرفة.-الموسوعة الشعرية


الصفحة التالية
Icon