﴿مِنَ الْآَمِنِينَ (٣١)﴾ [٣١] حسن، ومثله: «من غير سوء»، و «من الرهب»، و «ملأه».
﴿فَاسِقِينَ (٣٢)﴾ [٣٢] كاف.
﴿أَنْ يَقْتُلُونِ (٣٣)﴾ [٣٣] حسن.
﴿يُصَدِّقُنِي﴾ [٣٤] جائز على القراءتين؛ فالجزم على أنَّه جواب قوله: «فأرسله»، والرفع؛ على أنه صفة قوله: «ردًا»، أو بالرفع قرأ حمزة وعاصم؛ وعلى قراءتهما يوقف على «ردًا»، أو الباقون بالجزم (١).
﴿أَنْ يُكَذِّبُونِ (٣٤)﴾ [٣٤] كاف.
﴿بِآَيَاتِنَا﴾ [٣٥] تام؛ إن علقت «بآياتنا»، بـ «يصلون»، وإن علقت بـ «الغالبون» كان الوقف على «إليكما»، ويبتدئ: «بآياتنا»؛ على «أنَّ» من ليست موصولة، أو موصولة، واتسع فيه والمعنى: أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا، فـ «بآياتنا» داخل في الصلة تبيينًا، وهذا غير سديد؛ لأنَّ النحاة يمنعون التفريق بين الصلة والموصول؛ لأنَّ الصلة تمام الاسم؛ فكأنَّك قدمت بعض الاسم وأنت تنوي التأخير، وهذا لا يجوز، قاله الأخفش، ومحمد بن جرير؛ لأنَّ إضافة الغلبة إلى الآيات أولى من إضافة عدم الوصول إليها؛ لأنَّ المراد بالآيات: العصا وصفاتها، وقد غلبوا بها السحرة، وإنَّما يجوز ما قاله: لو كان «بآياتنا» غير داخل في الصلة، وتكون تبيينًا هذا في تقديم الصلة وتفريقها، وأما حذف الموصول وإبقاء صلته عوضًا عنه، ودليلًا عليه نحو: «إنَّ المصدِّقين والمصدِّقات وأقرضوا الله»، فهو سائغ كقول الشاعر:
فَمَن يَهجو رَسولَ اللَهِ مِنكُم | وَيَمدَحُهُ وَيَنصُرُهُ سَواءُ (٢) |
(٢) هو من الوافر، وقائله حسان بن ثابت، من قصيدة يقول في مطلعها:
عَفَت ذاتُ الأَصابِعِ فَالجِواءُ | إِلى عَذراءَ مَنزِلُها خَلاءُ |