وثلاثين موضعًا في خمس عشرة سورة وليس في النصف الأول منها شيء (١)، وسئل جعفر بن محمد عن «كلَّا» لِم لم يقع في النصف الأول منها شيء؟ فقال: لأنَّ معناها الوعيد والتهديد فلم تنزل إلَّا بمكة؛ لأن أهلها جبابرة، فهي ميعاد للكفار. وأحسن ما قيل في معنى: «كلَّا»؛ أنها تنقسم قسمين، أحدهما: أن تكون ردعًا وزجرًا لما قبلها، أو تكون بمعنى: (ألَا)، بالتخفيف، فإن كانت للردع والزجر حسن الوقف عليها، ويبتدأ بما بعدها، وهذا قول الخليل بن أحمد، وإن كانت بمعنى: (ألَا)، أو حقًا؛ فإنه يوقف على ما قبلها، ويبتدأ بها، وهذا قول أبي حاتم السجستاني، وإذا تدبرت جميع ما في القرآن من لفظ «كلَّا» وجدته على ما قاله الخليل كما تقدم.
﴿مَدًّا (٧٩)﴾ [٧٩] جائز، ولا يوقف على «يقول» لعطف ما بعده على ما قبله.
﴿فَرْدًا (٨٠)﴾ [٨٠] كاف.
﴿عِزًّا (٨١)﴾ [٨١] جائز.
﴿كَلَّا﴾ [٨٢] تام؛ لأنها للردع، وللزجر كالتي قبلها.
﴿ضِدًّا (٨٢)﴾ [٨٢] تام.
﴿أَزًّا (٨٣)﴾ [٨٣] جائز، ومثله: «فلا تعجل عليهم».
﴿عَدًّا (٨٤)﴾ [٨٤] كاف؛ إن نصب «يوم» بمضمر، أو قطع عما قبله بالإغراء، وجائز إن نصب بـ «نعد لهم» وإنما جاز؛ لأنه رأس آية.
﴿وَفْدًا (٨٥)﴾ [٨٥] جائز، وإنما جاز مع العطف؛ لأنَّ هذا من عطف الجمل عند بعضهم.
﴿وِرْدًا (٨٦)﴾ [٨٦] حسن؛ لئلا تشتبه بالجملة بعد التي لنفي شفاعة معبوداتهم، وردًا لقولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله بالوصف لهم بالجملة.
﴿عَهْدًا (٨٧)﴾ [٨٧] جائز، وقيل: تام؛ لأنه لو وصل لا يعطف: «وقالوا اتخذ الرحمن ولدًا» على «اتخذ عند الرحمن عهدًا» وإن كان «اتخذ» موحدًا على لفظ «مَن» فإن قالوا عائد على معنى: من؛ لأنَّ من يصلح للجمع فيؤدي إذا إلى إثبات الشفاعة لمن قال اتخذ الرحمن ولدًا، قاله السجاوندي. وتفيده عبارة أبي حيان فانظرها إن شئت (٢).

(١) وهي كما ذكر المصنف ثلاثة وثلاثين موضعًا في خمس عشرة سورة وهي: مريم: ٧٩، ٨٢، وسورة المؤمنون: ١٠٠، وسورة الشعراء: ١٥، ٦٢، وسورة سبأ: ٢٧، وسورة المعارج: ١٥، ٣٩، وسورة المدثر: ١٦، ٣٢، ٥٣، ٥٤، وسورة القيامة: ١١، ٢٠، ٢٦، وسورة النبأ: ٤، ٥، وسورة عبس: ١١، ٢٣، وسورة الانفطار: ٩، وسورة المطففين: ٧، ١٤، ١٥، ١٨، وسورة الفجر: ١٧، ٢١، وسورة العلق: ٦، ١٥، ١٩، وسورة التكاثر: ٣، ٤، ٥، وسورة الهمزة: ٤.
(٢) يقصد في تفسيره البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon