﴿تُوعَدُونَ (٢٢)﴾ [٢٢] كاف.
﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ﴾ [٢٣] ليس بوقف على قراءة من قرأ: «مثلُ» بالرفع؛ لأنَّ «مثل» نعت «لحق»؛ كأنَّه قال: حق مثل نطقكم، وبهذه القراءة قرأ حمزة والكسائي، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص: «مثلَ ما» بنصب «مثلَ» (١)؛ على الحال من الضمير في «لحق»، أو حال من نفس حق، أو هي حركة بناء لما أضيف إلى مبنى بنى كما بنيت (غير) في قوله:

لم يمنع الشرب منها غير أنْ نطقت حمامة في غصون ذات أوقال (٢)
﴿تَنْطِقُونَ (٢٣)﴾ [٢٣] تام.
﴿الْمُكْرَمِينَ (٢٤)﴾ [٢٤] جائز؛ إن نصب «إذ» بمقدر، وليس بوقف إن نصب بحديث بتقدير: هل أتاك حديثهم الواقع في وقت دخولهم عليه، ولا يجوز نصبه بـ (أتاك) لاختلاف الزمانين، وقرأ العامة (٣): «المكرَمين» بالتخفيف، وعكرمة (٤): بالتشديد ونصب «سلامًا»، بتقدير: فعل، أي: سلمنا سلامًا، أو هو نعت لمصدر محذوف، أي فقالوا: قولًا سلامًا، لا بالقول؛ لأنَّه لا ينصب (إلّا) بثلاثة أشياء الجمل، نحو: «قال إنِّي عبد الله»، والمفرد المراد به لفظه نحو: يقال له إبراهيم، والمفرد المراد به الجملة نحو: قلت قصيدة وشعرًا، ورفع «سلام» بتقدير: عليكم سلام.
﴿فَقَالُوا سَلَامًا﴾ [٢٥] حسن، ومثله: «قال سلام»، ثم تبتدئ: «قوم منكرون»، أي: أنتم قوم منكرون، وهو: كاف، ومثله: «سمين»؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله.
﴿فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ﴾ [٢٧] حسن، ومثله: «تأكلون».
﴿خِيفَةً﴾ [٢٨] جائز، ومثله: «لا تخف».
﴿بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٢٨)﴾ [٢٨] كاف.
﴿فَصَكَّتْ وَجْهَهَا﴾ [٢٩] جائز.
﴿عَقِيمٌ (٢٩)﴾ [٢٩] كاف، ومثله: «قال ربك»، وتام عند أبي حاتم.
(١) وجه من قرأ بالرفع؛ أنه صفة لـ «حق». ووجه من قرأ بنصبها؛ قعلى الحال من الضمير المستكن في: ﴿لْحَقُِّ﴾. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٣٩٩)، الإعراب للنحاس (٣/ ٢٣٥)، الإملاء للعكبري (٢/ ١٣١)، النشر (٢/ ٣٧٧).
(٢) قائله أبي قيس بن رفاعة، وهو من شواهد سيبويه في الكتاب، وذكر في: المفصل في صنعة الإعراب للزمخشري، وخزانة الأدب ولب لباب لسان العرب لعبد القادر البغدادي.-الموسوعة الشعرية
(٣) أي: جمهور القراء.
(٤) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٨/ ١٣٨).


الصفحة التالية
Icon