تَحَنَّن عَلَيَّ هَداكَ المَليكُ فَإِنَّ لِكُلِّ مَقامٍ مَقالا (١)
وقال:
أَبا مُنذِرٍ أَفنَيتَ فَاِستَبقِ بَعضَنا حَنانَيكَ بَعضُ الشَرِّ أَهوَنَ مِن بَعضِ (٢)
وإن جعل مصدرًا منصوبًا بفعل مقدر، نحو: سقيًا، ورعيًا، جاز الوقف عليه.
﴿وَزَكَاةً﴾ [١٣] كاف، ومثله: «تقيًّا» إن نصب ما بعده بفعل مقدر، أي: وجعلناه برًا، وليس بوقف إن عطف على «تقيًّا»، و «تقيًّا» خبر لـ «كان».
(١) هو من المتقارب، وقائله الحُطَيئَة، من قصيدة يقول في مطلعها:
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالا وَأَبصَرتَ مِنها بِطَيفٍ خَيالا
الحُطَيئَة (؟ - ٤٥ هـ/؟ - ٦٦٥ م) جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، كان هجاءًا عنيفًا، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه، وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.-الموسوعة الشعرية
(٢) هو من الطويل، وعثرت عليه بثلاث روايات بنفس لفظه:
الأولى: لطَرَفَة بن العَبد من قصيدة يقول في مطلعها:
أَبا مُنذِرٍ كانَت غَرورًا صَحيفَتي وَلَم أُعطِكُم بِالطَوعِ مالي وَلا عِرضي
والثانية: للخُبز أَرزي، من أبيات له يقول في مطلعها:
أقول لنعمانٍ وقد ساق طبُّه نفوسًا نفيساتٍ إلى باطن الأرض
والثالثة: لابن عبد ربه الأندلسي، من أبيات له يقول في مطلعها:
ورَوضَةِ وَردٍ حُفَّ بالسَّوسَنِ الغَضِّ تَحلَّتْ بلونِ السَّامِ وَالذَّهَبِ المَحْض
وطَرَفَة بن العَبد تقدمت ترجمته، والخُبز أَرزي (؟ - ٣١٧ هـ /؟ - ٩٣٩ م) نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم، شاعر غزل، علت له شهرة، يُعرف: بالخبز أرزي أو: الخبزرزي، وكان أميًّا، يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله، وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديوانًا)، ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرأ عليه ديوانه، وأخباره كثيرة طريفة. وابن عبد ربه الأندلسي (٢٤٦ - ٣٢٨ هـ /٨٦٠ - ٩٣٩ م) أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حُدير بن سالم أبو عمر، الأديب الإمام صاحب العقد الفريد، من أهل قرطبة، كان جده الأعلى سالم مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية، وكان ابن عبد ربه شاعرًا مذكورًا فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها، له شعر كثير، منه ما سماه الممحصات، وهي قصائد ومقاطع في المواعظ والزهد، نقض بها كل ما قاله في صباه من الغزل والنسيب، وكانت له في عصره شهرة واسعة وهو أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر، أما كتابه: (العقد الفريد)، فمن أشهر كتب الأدب سماه العقد وأضف النساخ المتأخرون لفظ الفريد، وله أرجوزة تاريخية ذكر فيها الخلفاء وجعل معاوية رابعهم!! ولم يذكر عليًا فيهم، وقد طبع من ديوانه خمس قصائد، وأصيب بالفالج قبل وفاته بأيام.-الموسوعة الشعرية


الصفحة التالية
Icon