والثاني: أنه مأخوذ من قولهم: هَادَ القومُ يَهُودُون هَوْدَةً وهِيَادةً، إذا تابوا، قال زهير:
(سِوَى مَرْبَعٍ لَمْ تَأْتِ فِيهِ مَخَافَةً | وَلاَ رَهَقاً مِنْ عَابِدٍ مُتَهَوِّدِ) |
(لمَّا رأيتُ نَبَطاً أَنْصَارَا | شَمَّرْتُ عَنْ رُكْبَتِيَ الإْزَارَا) |
والثالث: أنهم سُمُّوا بذلك، لقوله: ﴿مَنْ أَنْصَارِي إلى اللهِ﴾. ﴿والصابئين﴾، جمع، واحده: صابئ، واخْتُلِفَ في همزِهِ، فهمزه الجمهور إلا نافعاً. واخْتُلِف في المأخوذ منه هذا الاسم، على ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه مأخوذ من الطُّلُوعِ والظُّهُورٍ، من قولهم: صبأ نابُ البعير، إذا طلع، وهذا قول الخليل. والثاني: أن الصابِئ: الخارج من شيء إلى شيءٍ، فسُمِّي الصابئون بهذا