أحدها: يعني ليزداد يقيناً إلى يقينه، هكذا قال الحسن، وقتادة، وسعيد بن جبير، والربيع، ولا يجوز ليطمئن قلبي بالعلم بعد الشك، لأن الشك في ذلك كفر لا يجوز على نبي. والثاني: أراد ليطمئن قلبي أنك أجبت مسألتي، واتخذتني خليلاً كما وعدتني، وهذا قول ابن السائب. والثالث: أنه لم يرد رؤية القلب، وإنما أراد رؤية العين، قاله الأخفش. ونفر بعض من قال بغوامض المعاني من هذا الالتزام وقال: إنما أراد إبراهيم من ربه أن يريه كيف يحيي القلوب بالإيمان، وهذا التأويل فاسد بما يعقبه من البيان. وليست الألف في قوله: ﴿أَوَ لَمْ تُؤْمِن﴾ ألف استفهام وإنما هي ألف إيجاب كقول جرير:
(ألستم خير من ركب المطايا | وأندى العالمين بطون راح) |