﴿وَالْمُنْخَنِقَةُ﴾ فيها قولان: أحدهما: أنها تخنق بحبل الصائد وغيره حتى تموت، وهو قول السدي، والضحاك. والثاني: أنها التي توثق، فيقتلها خناقها. ﴿وَالْمَوقُوذَةُ﴾ هي التي تضرب بالخشب حتى تموت، يقال: (وقذتها أقذها وقذاً، وأوقذها أيقاذاً، إذا أثخنتها ضرباً)، ومنه قول الفرزدق:
(شغارة تقذ الفصيل برجلها
فطَّارة لقوادم الأبكار)
﴿وَالْمُتَردِيَةُ﴾ هي التي تسقط من رأس جبل، أو بئر حتى تموت. ﴿وَالنَّطِيحَةُ﴾ هي الشاة التي تنطحها أخرى حتى تموت. ﴿وَمآ أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ﴾ فيه قولان: أحدهما: يعنى من المنخنقة وما بعدها، وهو قول علي رضي الله عنه، وابن عباس، وقتادة، والحسن، والجمهور. والثاني: أنه عائد إلى ما أكل السبع خاصة، وهو محكي عن الظاهرية. وفى مأكولة السبع التي تحل بالذكاة قولان: أحدهما: أن تكون لها عين تطرف أو ذنب يتحرك. والثاني: أن تكون فيها حركة قوية لا كحركة المذبوح، وهو قول الشافعي، ومالك. ﴿.... وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ﴾ معناه أن تطلبوا علم ما قُسِّمَ أو لم يُقَسَّم من رزق أو حاجة بالأزلام، وهي قداح ثلاثة مكتوبة على أحدها: أمرني ربي، والآخر: نهاني ربي، والثالث: غفل لا شيء عليه، فكانوا إذا أرادوا سفراً، أو
الصفحة التالية