ويكون معنى الكلام: إنما يستجيب المؤمنون الذين يسمعون، والكفار لا يسمعون إلا عند معاينة الحق اضطراراً حين لا ينفعهم حتى يبعثم الله كفاراً ثم يحشرون كفاراً. والقول الثاني: أنهم الموتى الذين فقدوا الحياة، وهو مثل ضربه الله تعالى لنبيه ﷺ، ويكون معنى الكلام: كما أن الموتى لا يستجيبون حتى يبعثهم الله فكذلك الذين لا يسمعون.
﴿وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم﴾ قوله عز وجل: ﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ﴾ يعني آية تكون دليلاً على صدقه وصحة نبوته. ﴿قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَءَايَةً﴾ يعني آية يجابون بها إلى ما سألوا. ﴿وَلَكِنَّ أَكْثرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ يحتمل وجهين. أحدهما: لا يعلمون المصلحة في نزول الآية. الثاني: لا يعلمون أن زيادة الآيات إذا لم يؤمنوا بها، توجب الزيادة من عذابهم، لكثرة تكذيبهم. فإن قيل: فهذه الآية لا تدل على أن الله لم ينزل عليهم آية تقودهم إلى التصديق فلم يلزمهم الإِيمان، قيل: هذا خطأ، لأن ما أظهره الله من الآيات


الصفحة التالية
Icon