أحدهما: ما في بطنها من بذر. والثاني: ما تخرجه من زرع. ﴿وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: أن الرطب النبات واليابس الجواهر. والثاني: أن الرطب الحي، واليابس الميت. ﴿إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ يعني في اللوح المحفوظ.
﴿وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين﴾ قوله عز وجل: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيلِ﴾ يعني به النوم، لأنه يقبض الأرواح فيه عن التصرف، كما يقبضها بالموت، ومنه قول الشاعر:

(إنَّ بَنِي الأَدْرَدِ لَيْسوا مِن أَحَدْ وَلاَ تَوَفَّاهُم قَرَيْشٌ في العَدَدْ)
أي لا تقبضهم. ﴿وََيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ﴾ أي ما كسبتم لأنه مستفاد بعمل الجارحة، ومنه جوارح الطير لأنها كواسب بجوارحها، وجَرْحُ الشهادة هو الطَّعْن فيها لأنه مكسب الإثم، قاله الأعشى:


الصفحة التالية
Icon