أحدهما: أنه سُمِّي سكناً لأن كل متحرك بالنهار يسكن فيه. والثاني: لأن كل حي يأوي فيه إلى مسكنه. ﴿وَالشَّمْسَ والْقَمَرَ حُسْبَاناً﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: معناه يجريان في منازلهما بحساب وبرهان فيه بدء ورد إلى زيادة ونقصان، قاله ابن عباس والسدي. والثاني: أي جعلهما سبباً لمعرفة حساب الشهور والأعوام. والثالث: أي جعل الشمس والقمر ضياء، قاله قتادة، وكأنه أخذه من قوله تعالى: ﴿وَيُرْسِلَ عَلَيهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَآءِ﴾ [الكهف: ٤٠] قال: ناراً.
﴿وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون﴾ قوله عز وجل: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِّن نَّفْسِ وَاحِدَةٍ﴾ يعني آدم عليه السلام. ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَودَعٌ﴾ فيه ستة تأويلات: أحدها: فمستقر في الأرض ومستودع في الأصلاب، قاله ابن عباس. والثاني: فمستقر في الرحم ومستودع في القبر، قاله ابن مسعود. والثالث: فمستقر في أرحام النساء ومستودع في أصلاب الرجال، قاله عطاء، وقتادة.


الصفحة التالية
Icon