والثاني: أن المراد به مكان الرحمة، قاله الفراء، كما قال عروة بن حزام:
(عَشِيَّة لاَ عَفْرَاءَ مِنكِ قَرِيبَةٌ | فَتَدْنُو ولا عَفْرَاءُ مِنْكِ بَعِيدُ) |
﴿وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون﴾ قوله عز وجل: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ﴾ يعني طيب التربة. ﴿يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ يعني يخرج نباته حسناً جيداً. ﴿وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً﴾ فيه قولان: أحدهما: أن النكد القليل الذي لا ينتفع به، قاله السدي. والثاني: أنه العسر بشدته المانع من خيره، قال الشاعر:
(وَأَعْطِ مَا أَعَطْيتَهُ طَيِّباً | لاَ خَيْرَ فِي الْمَنْكُودِ وَالنَّاكِد) |
{لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين