والخامس: أن كل من ملك داراً وزوجة وخادماً، وفهو ملك من سائر الناس، وهذا قول عبد الله بن عمرو بن العاص، والحسن، وزيد بن أسلم. وقد روى زيد بن أسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان له بيت [يأوي إليه وزوجة] وخادم، فهو ملك). ﴿وءَاتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ﴾ فيه قولان: أحدهما: المن والسلوى والغمام والحجر، وهو قول مجاهد. الثاني: كثرة الأنبياء فيهم والآيات التي جاءتهم. قوله تعالى: ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُواْ الأرْضَ الْمُقدَّسَةَ الَّتِي كتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ فيها ثلاثة أقاويل: أحدها: أرض بيت المقدس، وهذا قول ابن عباس، والسدي. والثاني: دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وهذا قول الزجاج. والثالث: هي الشام، وهذا قول قتادة، ومعنى المقدسة: المطهرة. وقوله: ﴿الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ وإن قال: ﴿إِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيهِم﴾ لأنها كانت هبة من الله تعالى لهم ثم حرَّمها عليهم بعد معصيتهم. ﴿وَلاَ تَرْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِكُمْ﴾ فيه تأويلان: أحدهما: لا ترجعوا عن طاعة الله إلى معصيته. والثاني: لا ترجعوا عن الأرض التي أمرتم بدخولها. قوله تعالى: ﴿قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ﴾ والجبار: هو الذي يَجْبُر الناس على ما يريد إكراههم عليه، ومنه جَبْرُ العظم، لأنه كالإكراه على


الصفحة التالية
Icon