والثاني: أنهم المشركون، قاله الحسن. والثالث: أنهم قوم مرتابون لم يظهروا العداوة للنبي ﷺ بخلاف المنافقين. والمرض في القلب كله هو الشك، وهو مشهور في كلام العرب، قال الشاعر:

(ولا مرضاً أتقيه إني لصائن لعرضي ولي في الأليّة مفخر)
وقوله تعالى ﴿غَرَّ هَؤُلآءِ﴾ يعني المسلمين. ﴿دينُهُمْ﴾ يعني الإسلام، لأن الله تعالى قلل المشركين في أعين المسلمين ليتقدموا عليهم، وقلَّل المسلمين في أعين المشركين ليستهينوا بهم حتى أظفر بهم المسلمين فقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا.
﴿ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد﴾ قوله عز وجل ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وَجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾ فيه قولان: أحدهما: يتوفاهم ملك الموت عند قبض أرواحهم، قاله مقاتل. والثاني: قتل الملائكة لهم حين قاتلوهم يوم بدر. ﴿يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدبَارَهُمْ﴾ تأويله على القول الأول: يضربون وجوههم يوم القيامة إذا واجهوهم، وأدبارهم إذا ساقوهم إلى النار. وتأويله على القول الثاني يحتمل وجهين: أحدهما: يضربون وجوههم ببدر لما قاتلوا، وأدبارهم لما انهزموا. والثاني: أنهم جاءوهم من أمامهم وورائهم، فمن كان من أمامهم ضرب وجوههم، ومن كان من ورائهم ضرب أدبارهم.
{كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة


الصفحة التالية
Icon