﴿حَتَّى جَآءَ الْحَقُّ﴾ يعني النصر. ﴿وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ﴾ يعني الدين. ﴿وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ يعني النصر وظهور الدين.
﴿ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين﴾ قوله عز وجل ﴿وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي﴾ يعني في التأخر عن الجهاد. ﴿وَلاَ تَفْتِنِّي﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا تكسبني الإثم بالعصيان في المخالفة، قاله الحسن وقتادة وأبو عبيدة والزجاج. والثاني: لا تصرفني عن شغلي، قاله ابن بحر. والثالث: أنها نزلت في الجد بن قيس قال: ائذن لي ولا تفتني ببنات بني الأصفر فإني مشتهر بالنساء، قاله ابن عباس ومجاهد وابن زيد. ﴿أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ﴾ فيها وجهان: أحدهما: في عذاب جهنم لقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ والثاني: في محنة النفاق وفتنة الشقاق.
﴿إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾ قوله عز وجل ﴿إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ﴾ يعني بالحسنة النصر. ﴿وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَآ أَمْرَنَا مِن قَبْلُ﴾ أي أخذنا حذرنا فسلمنا. ﴿وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ﴾ أي بمصيبتك وسلامتهم. قال الكلبي: عنى بالحسنة النصر يوم بدر، وبالمصيبة النكبة يوم أحد.