أحدها: من يخالف الله ورسوله، قاله الكلبي. والثاني: مجاوزة حدودها، قاله علي بن عيسى. والثالث: أنها معاداتها مأخوذ من حديد السلاح لاستعماله في المعاداة، قاله ابن بحر. ﴿فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ﴾ وهذا وعيد، وإنما سميت النار جهنم من قول العرب بئر جهنام إذا كانت بعيدة القعر، فسميت نار الآخرة جهنم لبعد قعرها، قاله ابن بحر.
﴿يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤوا إن الله مخرج ما تحذرون﴾ ﴿يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ... ﴾ الآية، فيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار من الله تعالى عن حذرهم، قاله الحسن وقتادة. والثاني: أنه أمر من الله تعالى لهم بالحذر، وتقديره ليحذر المنافقون، قاله الزجاج. وفي قوله تعالى ﴿... تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِم﴾ وجهان: أحدهما: ما أسرّوه من النفاق. والثاني: قولهم في غزوة تبوك: أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها؟ هيهات هيهات. فأطلع الله تعالى نبيّه ﷺ على ما قالوا، قاله الحسن وقتادة. ﴿قُلِ اسْتَهْزِئُواْ﴾ هذا ويعد خرج مخرج الأمر للتهديد. ﴿إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: مظهر ما تسرون. والثاني: ناصر من تخذلون.
{ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين