عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم ولم يكن بينهم وبين العذاب إلا ميل. ﴿وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حينٍ﴾ فيه تأويلان: أحدهما: إلى أجلهم، قاله السدي. الثاني: إلى أن يصيرهم إلى الجنة أو النار، قاله ابن عباس. وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: إن الحذر لا يرد القدر، وإن الدعاء يرد القدر، وذلك أن الله تعالى يقول: ﴿إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّاءَامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ﴾ قال عليّ رضي الله عنه ذلك يوم عاشوراء.
﴿ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين﴾ قوله عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: معناه إلا بأمر الله تعالى، قاله الحسن. الثاني: إلا بمعونة الله. الثالث: إلا بإعلام الله سبل الهدى والضلالات. ﴿وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ﴾ فيه خمسة تأويلات: أحدها: أن الرجس السخط، قاله ابن عباس. الثاني: أنه العذاب، قاله الفراء. الثالث: أنه الإثم، قاله سعيد بن جبيرٍ. الرابع: أنه ما لا خير فيه، قاله مجاهد. الخامس: أنه الشيطان، قاله قتادة.


الصفحة التالية
Icon