الرابع: خالدين فيها يعني أهل التوحيد، إلا ما شاء ربك يعني أهل الشرك، وهو يشبه قول أبي نضرة. الخامس: خالدين فيها إلا ما شاء ربك أي ما شاء من عطاء غير مجذوذ، فتكون ﴿إلا﴾ هنا بمعنى الواو كقول الشاعر:

(وكلُّ أخٍ مفارقُهُ أخوه لعمر أبيك إلا الفرقدان.)
أي والفرقدان. ﴿عطاءً غير مجذوذ﴾ فيه وجهان: أحدهما: غير مقطوع. الثاني: غير ممنوع.
﴿فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير﴾ قوله عز وجل: ﴿... وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: نصيبهم من الرزق، قاله أبو العالية. الثاني: نصيبهم من العذاب، قاله ابن زيد. الثالث: ما وعدوا به من خير أو شر، قاله ابن عباس.
﴿فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون﴾ قوله عز وجل: ﴿ولا تركنوا إلى الذين ظلموا﴾ فيه أربعة تأويلات:


الصفحة التالية
Icon