أحدها: لا تميلوا، قاله ابن عباس. الثاني: لا تدنوا، قاله سفيان. الثالث: لا ترضوا أعمالهم، قاله أبو العالية. الرابع: لا تدهنوا لهم في القول وهو أن يوافقهم في السر ولا ينكر عليهم في الجهر. ومنه قوله تعالى ﴿ودّوا لو تدهن فيدهنون﴾ [القلم: ٩]، قاله عبد الرحمن بن زيد. ﴿فتمسكم النار﴾ يحتمل وجيهن: أحدهما: فيمسكم عذاب النار لركونكم إليهم. الثاني: فيتعدى إليكم ظلمهم كما تتعدى النار إلى إحراق ما جاورها، ويكون ذكر النار على هذا الوجه استعارة وتشبيهاً، وعلى الوجه الأول خبراً ووعيداً.
﴿وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين﴾ قوله عز وجل: ﴿وأقم الصلاة طرفي النهار﴾ أما الطرف الأول فصلاة الصبح باتفاق وأما الطرف الثاني ففيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه عنى صلاة الظهر والعصر، قاله مجاهد. الثاني: صلاة العصر وحدها، قاله الحسن. الثالث: صلاة المغرب، قاله ابن عباس. ﴿وزلفاً من الليل﴾ والزلف جمع زلفة، والزلفة المنزلة، فكأنه قال ومنازل من


الصفحة التالية
Icon