الرابع: للجنة والنار خلقهم، قاله منصور بن عبد الرحمن.
﴿وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين﴾ قوله عز وجل: ﴿وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبتُ به فؤادك﴾ أي نقوّي به قلبك وتسكن إليه نفسك، لأنهم بُلُوا فصبروا، وجاهدوا فظفروا. ﴿وجاءَك في هذه الحقُّ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: في هذه السورة، قاله ابن عباس وأبو موسى. الثاني: في هذه الدنيا، قاله الحسن وقتادة. الثالث: في هذه الأنباء، حكاه ابن عيسى.
﴿وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون﴾ وفي هذا ﴿الحق﴾ وجهان: أحدهما: صدق القصص وصحة الأنباء وهذا تأويل من جعل المراد السورة. الثاني: النبوة، وهذا تأويل من جعل المراد الدنيا. ﴿وموعظةُ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: القرآن الذي هو وعظ الله تعالى لخلقه. الثاني: الاعتبار بأنباء من سلف من الأنبياء ولذلك قال النبي ﷺ (والسعيد من وعظ بغيره).