قوله تعالى: ﴿رِجْسٌ﴾ يعني حراماً، وأصل الرجس المستقذر الممنوع منه، فعبر به عن الحرام لكونه ممنوعاً منه. ثم قال تعالى: ﴿مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ أي مما يدعو إليه الشيطان ويأمر به لأنه لا يأمر إلا بالمعاصي، ولا ينهى إلا عن الطاعات. فلما حُرِّمَتِ الخمر قال المسلمون: يا رسول الله كيف بإخواننا الذين شربوها وماتوا قبل تحريمها، فَأنزل الله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَءَامَنُواْ وَعِمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ﴾، يعني من الخمر قبل التحريم، ﴿إِذَا مَا اتَّقَواْ﴾ يعني فى أداء الفرائض ﴿وَّءَامَنُواْ﴾ يعني بالله ورسوله ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ﴾ يعني البر والمعروف، ﴿ثُمَّ اتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ ثُّم اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ﴾ يعني بعمل النوافل، فالتقوى الأولى عمل الفرائض، والتقوى الثانية عمل النوفل.
﴿يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام﴾ قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ لَيَبْلَوَنَّكُمْ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ﴾ في قوله ليبلونكم تأويلان: أحدهما: معناه لَيُكَلِّفَنَّكُمْ. الثاني: لَيَخْتَبِرَنَّكُم، قاله قطرب، والكلبي.