أحدهما لصاحبه: أنا فَطَرْتُهَا، أي ابتدأتها، وأصل الفطر الشق، ومنه ﴿هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ﴾ [الملك: ٣] أي شقوق. ﴿وَهُوَ يَطْعمُ وَلاَ يُطْعَمُ﴾ معناه يَرْزُقُ ولا يُرْزَق، قرأ بعضهم ﴿وَهُوَ يُطْعِمُ ولا يَطْعَمُ﴾ معناه على هذه القراءة: وهو يطعم خلقه ولا يأكل. ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ﴾ يعني من أمته، وفي إسلامه هذا ثلاثة أوجه: أحدها: استسلامه لأمر الله، ومثله قول الشاعر:

(طال النهار على من لقاح له إلا الهديّة أو ترك بإسلام)
أي باستسلام. والثاني: هو دخوله في سِلْمِ الله وخروجه من عداوته. والثالث: دخوله في دين إبراهيم كقوله تعالى: ﴿مِلَّهَءَابِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ﴾ [الحج: ٧٨] ويكون المراد به أول من أَسْلَم من قريش، وقيل: من أهل مكة. ﴿وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ يحتمل أن يكون هذا خطاباً من الله لنبيه يَنْهَاهُ به عن الشرك، ويُحْتَمَل أن يكون المراد به جميع أمته، وإن توجه الخطاب إليه.
{وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين


الصفحة التالية
Icon