أحدهما: إذا أراد الله بهم عذاباً فلا مرد لعذابه. الثاني: إذا أراد بهم بلاء من أمراض وأسقام فلا مرد لبلائه. ﴿وما لهم مِن دونه من وال﴾ فيه وجهان: أحدهما: من ملجأ وهو معنى قول السدي. الثاني: يعني من ناصر، ومنه قول الشاعر:
٨٩ (ما في السماء سوى الرحمن من والِ} ٩
﴿هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال﴾ قوله عز وجل: ﴿هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً﴾ فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: خوفاً للمسافر من أذيته، وطمعاً للمقيم في بركته، قاله قتادة. الثاني: خوفاً من صواعق البرق، وطمعاً في غيثه المزيل للقحط، قاله الحسن. وقد كان النبي ﷺ إذا سمع صوت الرعد قال: (اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك). الثالث: خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه. ﴿وينشىء السحاب الثقال﴾ قال مجاهد: ثقال بالماء. قوله عز وجل: ﴿ويسبِّح الرعد بحمده﴾ وفي الرعد قولان: أحدهما: أنه الصوت المسموع، وقد روي عن النبي ﷺ أنه قال (الرعد وعيد من الله فإذا سمعتموه فأمسكوا عن الذنوب).