الثاني: ليست زائدة، ومعناه أن تكون المغفرة بدلاً من ذنوبكم، فخرجت مخرج البدل. ﴿ويؤخركم إلى أجل مسمى﴾ يعني إلى الموت فلا يعذبكم في الدنيا. قوله عز وجل: ﴿قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشرٌ مثلكم﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: أن ينكر قومهم أن يكونوا مثلهم وهم رسل الله إليهم. الثاني: أن يكون قومهم سألوهم معجزات اقترحوها. وفي قوله تعالى: ﴿ولكن الله يمنّ على مَنْ يشاء من عباده﴾ ثلاثة أوجه: أحدها: بالنبوة. الثاني: بالتوفيق والهداية. الثالث: بتلاوة القرآن وفهم ما فيه، قاله سهل بن عبد الله. ﴿وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: بكتاب. الثاني: بحجة. الثالث: بمعجزة.
﴿وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ﴾ قوله عز وجل: ﴿ذلك لمن خاف مقامي﴾ أي المقام بين يدّي، وأضاف ذلك إليه لاختصاصه به: والفرق بين المقام بالفتح وبين المقام بالضم أنه إذا ضم فهو فعل الإقامة، وإذا فتح فهو مكان الإقامة.


الصفحة التالية
Icon