أحدهما: يعني وألهمناه، كما قال تعالى: ﴿وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه﴾ [القصص: ٧]. الثاني: أن الله تعالى أوحى إليه وهو في الجب، قاله مجاهد وقتادة. ﴿لتنبئنهم بأمرهم هذا﴾ فيه وجهان: أحدهما: أنه أوحى إليه أنه سيلقاهم ويوبخهم على ما صنعوا، فعلى هذا يكون الوحي بعد إلقائه في الجب تبشيراً له بالسلامة. الثاني: أنه أوحى إليه بالذي يصنعون به، فعلى هذا يكون الوحي قبل إلقائه في الجب إنذاراً له. ﴿وهم لا يشعرون﴾ فيه وجهان: أحدهما: لا يشعرون بأنه أخوهم يوسف، قاله قتادة وابن جريج. الثاني: لا يشعرون بوحي الله تعالى له بالنبوة، قاله ابن عباس ومجاهد.
﴿وجاؤوا أباهم عشاء يبكون قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين وجاؤوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون﴾ قوله عز وجل: ﴿قالوا يا أبانا إنّا ذهبنا نستبق﴾ وهو نفتعل من السباق وفيه أربعة أوجه: أحدها: معناه ننتصل، من السباق في الرمي، قاله الزجاج. الثاني: أنهم أرادوا السبق بالسعي على أقدامهم. الثالث: أنهم عنوا استباقهم في العمل الذي تشاغلوا به من الرعي والاحتطاب. الرابع: أي نتصيد وأنهم يستبقون على اقتناص الصيد. ﴿وتركنا يوسف عند متاعنا﴾ يحتمل أن يعنوا بتركه عند متاعهم إظهار الشفقة عليه، ويحتمل أن يعنوا حفظ رحالهم.


الصفحة التالية
Icon