الثاني: لفي كتاب مستبين، قاله السدي. وإنما سمي الكتاب إماماً لتقدمه على سائر الكتب، وقال مؤرج: هو الكتاب بلغة حِمْيَر. ويعني بقوله ﴿وإنهما﴾ أصحاب الأيكة وقوم لوط.
﴿ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين فأخذتهم الصيحة مصبحين فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون﴾ قوله عز وجل: ﴿ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين﴾ وهم ثمود قوم صالح. وفي ﴿الحجر﴾ ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه الوادي، قاله قتادة. الثاني: أنها مدينة ثمود، قاله ابن شهاب. الثالث: ما حكاه ابن جرير أن الحجر أرض بين الحجاز والشام. وروى جابر بن عبد الله أن النبي ﷺ مرّ في غزاة تبوك بالحجر، فقال: (هؤلاء قوم صالح أهلكهم الله إلاّ رجلاً كان في حَرَم الله، منعه حرمُ الله من عذاب الله). قيل: يا رسول الله من هو؟ قال: (أبو رغال). قوله عز وجل: ﴿وكانوا ينحتون مِنَ الجبال بيوتاً آمنين﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: آمنين أن تسقط عليهم. الثاني: آمنين من الخراب. الثالث: آمنين من العذاب. الرابع: آمنين من الموت.
﴿وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل إن ربك هو الخلاق العليم﴾


الصفحة التالية
Icon