الثاني: أنه فرائضه وأحكامه، قاله الضحاك. الثالث: أنه وعيد أهل الشرك ونصرة الرسول ﷺ قاله ابن جريج. الرابع: أنه القيامة، وهو قول الكلبي. وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لما نزلت: ﴿أتى أمر الله﴾ رفعوا رؤوسهم فنزل ﴿فلا تستعجلوه﴾ أي فلا تستعجلوا وقوعه. وحكى مقاتل بن سليمان أنه لما قرأ جبريل على رسول الله ﷺ ﴿أتى أمر الله﴾ نهض رسول الله خوفاً من حضورها حتى قرأ ﴿فلا تستعجلوه﴾. ويحتمل وجهين: أحدهما: فلا تستعجلوا التكذيب فإنه لن يتأخر. الثاني: فلا تستعجلوا أن يتقدم قبل وقته، فإنه لن يتقدم.
﴿ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون﴾ قوله عز وجل: ﴿ينزل الملائكة بالروحِ من أمره على من يشاء من عبادِهِ﴾ فيه خمسة تأويلات: أحدها: أن الروح ها هنا الوحي، وهو النبوة، قاله ابن عباس. الثاني: أنه كلام الله تعالى وهو القرآن، قاله الربيع ابن أنس. الثالث: أنه بيان الحق الذي يجب اتباعه، قاله ابن عيسى. الرابع: أنها أرواح الخلق. قال مجاهد لا ينزل ملك إلا ومعه روح. الخامس: أن الروح الرحمة، قاله الحسن وقتادة. ويحتمل تأويلاً سادساً: أن يكون الروح الهداية، لأنها تحيا بها القلوب كما تحيي الروح الأبدان.