﴿أم يدُسُّهُ في التراب﴾ فيه وجهان: أحدهما: أنها الموءُودة التي تدس في التراب قتلاً لها. الثاني: أنه محمول على إخفائه عن الناس حتى لا يعرفوه كالمدسوس في التراب لخفائه عن الأبصار. وهو محتمل. قوله عز وجل: ﴿للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: صفة السوء من الجهل والكفر. الثاني: وصفهم الله تعالى بالسوء من الصاحبة والولد. ﴿ولله المَثلُ الأعلى﴾ فيه وجهان: أحدهما: الصفة العليا بأنه خالق ورزاق وقادر ومُجازٍ. الثاني: الإخالص والتوحيد، قاله قتادة.
﴿ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون﴾ قوله عز وجل: ﴿ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم﴾ يعني في الدنيا بالانتقام لأنه يمهلهم في الأغلب من أحوالهم. ﴿ما ترك عليها من دابّةٍ﴾ يعني بهلاكهم بعذاب الاستئصال من أخذه لهم بظلمهم. ﴿ولكن يؤخرهم إلى أجلٍ مسمى﴾ فيه وجهان: أحدهما: إلى يوم القيامة. الثاني: تعجيله في الدنيا. فإن قيل: فكيف يعمهم بالهلاك مع أن فيهم مؤمناً ليس بظالم؟ فعن ذلك ثلاثة أجوبة: أحدها: أنه يجعل هلاك الظالم انتقاماً وجزاء، وهلاك المؤمن معوضاً بثواب الآخرة.


الصفحة التالية
Icon