قوله عز وجل: ﴿وألقوا إلى الله يومئذ السلم﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: استسلامهم لعذابه، وخضوعهم لعزه. الثاني: إقرارهم بما كانوا ينكرون من طاعته. ﴿وضَلَّ عنهم ما كانوا يفترون﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: وبطل ما كانوا يأملون. الثاني: خذلهم ما كانوا به يستنصرون. قوله عز وجل: ﴿الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زِدناهُم عذاباً فوق العذاب﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن الزيادة هي عذاب الدنيا مع ما يستحق من عذاب الآخرة. الثاني: أن أحد العذابين على كفرهم، والعذاب الآخر على صدهم عن سبيل الله ومنعهم لغيرهم من الإيمان. ﴿بما كانوا يفسدون﴾ في الدنيا بالمعاصي.
﴿ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين﴾ قوله عز وجل: ﴿ويوم نبعث في كل أمةٍ شهيداً عليهم من أنفسِهم﴾ وهم الأنبياء شهداء على أممهم يوم القيامة وفي كل زمان شهيد وإن لم يكن نبياً. وفيهم قولان: أحدهما: أنهم أئمة الهدى الذين هم خلفاء الأنبياء. الثاني: أنهم العلماء الذين حفظ الله بهم شرائع أنبيائه. ﴿وجئنا بك شهيداً على هؤلاء﴾ يعني محمداً ﷺ شهيداً على أمته.
﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون﴾