الثاني: هلم لك، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة: وأنشد أبو عمرو بن العلاء:
(أبلغ أمير المؤمنين أخا... العراق إذا أتيتا)
(أن العراق وأهله... عنق إليك، فهيت هيتا)
وهذا تأويل من قرأ هيت لك بفتح الهاء وهي أصح وأفصح، قال طرفة بن العبد:
(ليس قومي بالأبعدين إذا ما... قال داع من العشيرة: هيتا)
ثم اختلف قائلو هذا التأويل في الكلمة فحكى عطية عن ابن عباس أن ﴿هيت لك﴾ كلمة بالقبطية معناها هلم لك، وقال مجاهد بل هي كلمة عربية هذا معناها وقال الحسن: هي كلمة سريانية. ﴿قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي﴾ أي أعوذ بالله. وفي ﴿إنه ربي أحسن مثواي﴾ وجهان: أحدهما: إن الله ربي أحسن مثواي فلا أعصيه، قاله الزجاج. الثاني: أنه أراد العزيز إظفير إنه ربي أي سيدي أحسن مثواي فلا أخونه. قاله مجاهد وابن إسحاق والسدي.
﴿ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين﴾ قوله عز وجل: ﴿ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى بُرهان ربه﴾ أما همها به ففيه قولان: أحدهما: أنه كان هَمَّ شهوة. الثاني: أنها استلقت له وتهيأت لمواقعته. وأما همّه بها ففيه ستة أقاويل: