أحدهما: شهادة أن لا إله إلا الله، قاله الكلبي والفراء. الثاني: ما تضمه من الأوامر والنواهي التي هي أصوب، قاله مقاتل.
﴿ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا﴾ قوله عز وجل: ﴿ويدعو الإنسان بالشر دُعاءَه بالخير﴾ فيه وجهان من التأويل: أحدها: أن يطلب النفع في العاجل بالضر العائد عليه في الآجل. الثاني: أن يدعوا أحدهم على نفسه أو ولده بالهلاك، ولو استجاب دعاءه بهذا الشر كما استجاب له بالخير لهلك. ﴿وكان الإنسان عجولاً﴾ فيه تأويلان: أحدهما: عجولاً في الدعاء على نفسه وولده وما يخصه، وهذا قول ابن عباس وقتادة ومجاهد. الثاني: أنه عنى آدم حين نفخ فيه الروح، حتى بلغت إلى سُرّته فأراد أن ينهض عجلاً، وهذا قول إبراهيم والضحاك.
﴿وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا﴾ قوله عز وجل: ﴿وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل﴾ فيه قولان: أحدهما: أنها ظلمة الليل التي لا نبصر فيها الطرقات كما لا نبصر ما محي من الكتاب، وهذا من أحسن البلاغة، وهو معنى قول ابن عباس. الثاني: أنها اللطخة السوداء التي في القمر، وهذا قول علي وقتادة ليكون ضوء القمر أقل من ضوء الشمس فيميز به الليل من النهار. ﴿وجعلنا آية النهار مبصرة﴾ فيه قولان: أحدهما: أنها الشمس مضيئة للأبصار. الثاني: موقظة.


الصفحة التالية
Icon