قال مقاتل: وكان الكلب لمكسلمينا وكان أسنهم وكان صاحب غنم. ﴿فلا تمار فيهم إلاّ مراءً ظاهراً﴾ فيه خمسة أوجه: أحدها: إلا ما قد أظهرنا لك من أمرهم، قاله مجاهد. الثاني: حسبك ما قصصا عليك من شأنهم، فلا تسألني عن إظهار غيره، قاله قتادة. الثالث: إلا مِراء ظاهراً يعني بحجة واضحة وخبر صادق، قاله علي بن عيسى. الرابع: لا تجادل فيهم أحداً ألا أن تحدثهم به حديثاً، قاله ابن عباس. الخامس: هو أن تشهد الناس عليهم. ﴿ولا تستفت فيهم منهم أحداً﴾ فيه وجهان: أحدهما: ولا تستفت يا محمد فيهم أحداً من أهل الكتاب، قاله ابن عباس. ومجاهد وقتادة. الثاني: أنه خطاب للنبي ﷺ ونهي لأمته.
﴿ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا﴾ قوله عز وجل: ﴿ولا تقولن لشيءإني فاعلٌ ذلك غداً﴾ ﴿إلا إن يشاء الله﴾ قال الأخفش: فيه إضمار وتقديره: إلا أن تقول إن شاء الله، وهذا وإن كان أمراً فهو على وجه التأديب والإرشاد أن لا تعزم على أمر إلا أن تقرنه بمشيئة الله تعالى لأمرين: أحدهما: أن العزم ربما صد عنه بمانع فيصير في وعده مخلفاً في قوله كاذباً، قال موسى عليه السلام ﴿ستجدني إن شاء الله صابراً﴾ [الكهف: ٧٠] ولم يصبر ولم يكن كاذباً لوجود الاستثناء في كلامه. الثاني: إذعاناً لقدرة الله تعالى، وإنه مدبر في أفعاله بمعونة الله وقدرته.