الثاني: أن الزكية أشد مبالغة من الزاكية، قاله ثعلب. الثالث: أن الزاكية التي لم تذنب، والزكية التي أذنبت ثم تابت فغفر لها، قاله أبو عمرو بن العلاء. ﴿لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: شيئاً منكراً، قاله الكلبي. الثاني: أمراً فظيعاً قبيحاً، وهذا معنى قول مقاتل. الثالث: أنه الذي يجب أن ينكر ولا يفعل. الرابع: أنه أشد من الإِمْر، قاله قتادة.
﴿قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا﴾ قوله عز وجل: ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: فلا تتابعني. الثاني: فلا تتركني أصحبك، قاله الكسائي. الثالث: فلا تصحبني. الرابع: فلا تساعدني على ما أريد. ﴿قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذراً﴾ قد اعتذرت حين أنذرت.
﴿فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا﴾ ﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَآ أَتَيآ أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا﴾ اختلف في هذه القرية على ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها أنطاكية، قاله الكلبي. الثاني: أنها الأبُلة، قاله قتادة. الثالث: أنها باجروان بإرمينية، قاله مقاتل.