﴿فَلَنْ أُكَلَّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً﴾ فيه وجهان: أحدهما: أنها امتنعت من الكلام ليتكلم عنها ولدها فيكون فيه براءة ساحتها، قاله ابن مسعود ووهب بن منبه وابن زيد. الثاني: أنه كان من صام في ذلك الزمان لم يكلم الناس، فأذن لها في المقدار من الكلام قاله السدي.
﴿فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا﴾ قوله تعالى: ﴿... شَيْئاً فَرِيّاً﴾ فيه خمسة تأويلات: أحدها: أنه القبيح من الإفتراء، قاله الكلبي. الثاني: أنه العمل العجيب، قاله الأخفش. الثالث: العظيم من الأمر، قاله مجاهد، وقتادة، والسدي. الرابع: أنه المتصنع مأخوذ من الفرية وهو الكذب، قاله اليزيدي. الخامس: أنه الباطل. قوله تعالى: ﴿يَآ أُخْتَ هَارُونَ... ﴾ وفي هذا الذي نسبت إليه أربعة أقاويل: أحدها: أنه كان رجلاً صالحاً من بني إسرائيل ينسب إليه من يعرف بالصلاح، قاله مجاهد وكعب، والمغيرة بن شعبة يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم