أحدهما: إلا السلامة. الثاني: تسليم الملائكة عليهم، قاله مقاتل. ﴿وَلَهُمْ رَزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشيًّاً﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن العرب إذا أصابت الغداء والعشاء نعمت، فأخبرهم الله أن لهم في الجنة غداء وعشاء، وإن لم يكن في الجنة ليل ولا نهار. الثاني: معناه مقدار البكرة ومقدار العشي من أيام الدنيا، قاله ابن جريج. وقيل إنهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وغلق الأبواب، ومقدار النهار. برفع الحجب وفتح الأبواب. ويحتمل أن تكون البكرة قبل تشاغلهم بلذاتهم، والعشي بعد فراغهم من لذاتهم، لأنه يتخللها فترات انتقال من حال إلى حال.
﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا﴾ قوله تعالى: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ فيه قولان: أحدهما: أنه قول أهل الجنة: إننا لا ننزل موضعاً من الجنة إلا بأمر الله، قاله ابن بحر. الثاني: أنه قول جبريل عليه السلام، لما ذكر أن جبريل أبطأ على النبي ﷺ باثنتي عشرة ليلة، فلما جاءه قال: (غِبْتَ عَنِّي حَتَّى ظَنَّ المُشْرِكُونَ كلَّ ظَنٍ). فنزلت ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ ربِّكَ﴾ ويحتمل وجهين: أحدهما: إذا أُمِرْنَا نزلنا عليك.