قوله تعالى: ﴿فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً﴾ فيه وجهان: أحدهما: لطيفاً رقيقاً. الثاني: كنّياه، قاله السدي وقيل إن كنية فرعون أبو مرة، وقيل أبو الوليد. ويحتمل ثالثاً: أن يبدأه بالرغبة قبل الرهبة، ليلين بها فيتوطأ بعدها من رهبة ووعيد قال بعض المتصوفة: يا رب هذا رفقك لمن عاداك، فكيف رفقك بمن والاك؟ وقيل إن فرعون كان يحسن لموسى حين رباه، فأراد أن يجعل رفقه به مكافأة له حين عجز موسى عن مكافأته.
﴿قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى﴾ قوله تعالى: ﴿أَن يَفْرُطَ عَلَيْنآ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن يعجل علينا، قال الراجز: قد أفرط العلج علينا وعجل. الثاني: يعذبنا عذاب الفارط في الذنب، وهو المتقدم فيه، قاله المبرد ويقال لمن أكثر في الشيء أفرط، ولمن نقص منه فرّط. ﴿أَوْ أَن يَطْغَى﴾ أي يقتلنا.
{قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى


الصفحة التالية
Icon