الثاني: أن القطب المستدير الدائر بما فيه من الشمس والقمر والنجوم ومنه سميت فلكة المغزل لاستدارتها، قال الشاعر:
(باتت تقاسي الفلك الدّوار | حتى الصباح تعمل الأقتار) |
وفي استدارة الفلك قولان: أحدهما: أنه كدوران الأكرة. الثاني: كدوران الرحى قاله الحسن، وابن جريج. واختلف في الفلك على ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه السماء تدور بالشمس والقمر والنجوم. الثاني: أنه استدارة في السماء تدور فيها النجوم مع ثبوت السماء، قاله قتادة. الثالث: أنها استدارة بين السماء والأرض تدور فيها النجوم، قاله زيد بن أسلم.
﴿يَسْبَحُونَ﴾ وجهان: أحدهما: يجرون، قاله مجاهد. الثاني: يدورون قاله ابن عباس، فعلى الوجه الأول يكون الفلك مديرها، وعلى الثاني تكون هي الدائرة في الفلك.
﴿وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون﴾ قوله عز وجل:
﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ فيها أربعة أوجه: أحدها: بالشدة والرخاء، قاله ابن عباس. الثاني: أن الشر: الفقر والمرض، والخير الغنى والصحة، قاله الضحاك.