الخامس: أنه انقطع الوحي عنه أربعين يوماً فخاف هجران ربه، فقال: مسني الضر، وهذا قول جعفر الصادق رحمه الله. وفي مخرج قوله: ﴿مَسَّنِيَ الضُّرُّ﴾ أربعة أوجه: أحدها: أنه خارج مخرج الاستفهام، وتقديره أيمسني الضر وأنت أرحم الراحمين. الثاني: أنت أرحم بي أن يمسني الضر. الثالث: أنه قال [ذلك] استقالة من ذنبه ورغبة إلى ربه. الرابع: أنه شكا ضعفه وضره استعطافاً لرحمته، فكشف بلاءه فقيل له: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ﴾ [ص: ٤٢] فركض برجله فنبعت عين، فاغتسل منها وشرب فذهب باطن دائه وعاد إليه شبابه وجماله، وقام صحيحاً، وضاعف الله له ما كان من أهل ومال وولده. ثم إن امرأته قالت: إن طردني فإلى من أكلِه؟ فَرَجَعَتْ فلم تَرَهُ، فجعلت