إخوته فقال: يا بني هذه رؤيا الليل فلا يعول عليها، فلما خلا به ﴿قا يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدوٌّ مبين﴾. وفي تسميته بيوسف قولان: أحدهما: أنه اسم أعجمي. الثاني: أنه عربي مشتق من الأسف، والأسف في اللغة الحزن.
﴿وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم﴾ قوله عز وجل: ﴿وكذلك يجتبيك ربك﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: بحسن الخَلق والخُلق. الثاني: بترك الإنتقام. الثالث: بالنبوة، قاله الحسن. ﴿ويعلمك من تأويل الأحاديث﴾ فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: عبارة الرؤيا، قاله مجاهد. الثاني: العلم والحكمة، قاله ابن زيد. الثالث: عواقب الأمور، ومنه قول الشاعر:

(وللأحبة أيام تذكّرُها وللنوى قبل يوم البيْن تأويل)
﴿ويتم نعمته عليك﴾ فيه وجهان: أحدهما: باختيارك للنبوة. الثاني: بإعلاء كلمتك وتحقيق رؤياك، قال مقاتل. وفيه وجه ثالث: أن أخرج إخوته إليه حتى أنعم عليهم بعد إساءتهم إليه. ﴿وعلى آل يعقوب﴾ بأن جعل فيهم النبوة.


الصفحة التالية
Icon