﴿الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون﴾ قوله عز وجل: ﴿الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها﴾ فيه تأويلان: أحدهما: يعني بِعُمد لا ترونها، قاله ابن عباس. الثاني: أنها مرفوعة بغير عمد، قاله قتادة وإياس بن معاوية. وفي رفع السماء وجهان: أحدهما: رفع قدرهاا وإجلال خطرها، لأن السماء أشرف من الأرض. الثاني: سمكها حتى علت على الأرض.
﴿وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون﴾ قوله عز وجل: ﴿وهو الذي مَدّ الأرض﴾ أي بسطها للاستقرار عليها، رداً على من زعم أنها مستديرة كالكرة. ﴿وجعل فيها رواسي﴾ أي جبالاً، واحدها راسية، لأن الأرض ترسو بها، أي تثبت. قال جميل: