قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ يعني مشركي قريش، وقال ابن عباس: القائل منهم ذلك النضر بن الحارث. ﴿إِن هذَآ﴾ يعني القرآن. ﴿إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ﴾ أي كذب اختلقه. ﴿وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌءَاخَرُونَ﴾ وفيمن زعموا أنه أعانه عليه أربعة أقاويل: أحدها: قوم من اليهود، قاله مجاهد. الثاني: عبد الله الحضرمي، قاله الحسن. الثالث: عدّاس غلام عتبة، قاله الكلبي. والرابع: أبو فكيهة الرومي، قاله الضحاك.
﴿وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا﴾ قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ مَا لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أنهم قالوا ذلك إزراء عليه أنه لما كان مثلهم محتاجاً إلى الطعام


الصفحة التالية
Icon