الثاني: ليكونوا رسلاً إلينا من ربهم بدلاً من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. ﴿أَوْ نَرَى رَبَّنَا﴾ فيأمرنا باتباع محمد وتصديقه. ﴿لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِم﴾ فيه وجهان: أحدهما: تكبرواْ في أنفسهم لما قل في أعينهم من إرسال محمد ﷺ نبياً إليهم. الثاني: استكبروا في أنفسهم بما اقترحوه من رؤية الله ونزول الملائكة عليهم. ﴿وَعَتَوْ عُنُوّاً كَبِيراً﴾ فيه خمسة أوجه: أحدها: أنه التجبر، قاله عكرمة. الثاني: العصيان، قاله يحيى بن سلام. الثالث: أنه السرف في الظلم، حكاه ابن عيسى. الرابع: أنه الغلو في القول، حكاه النقاش. الخامس: أنه شدة الكفر، قاله ابن عباس. قيل إن هذه الآية نزلت في عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ومكرز بن حفص بن الأخنف في جماعة من قريش قالوا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا. فنزل فيهم قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلاَئِكَةَ﴾ فيه قولان: أحدهما: عند الموت، قاله يحيى بن سلام. الثاني: يوم القيامة، قاله مجاهد. ﴿لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمينَ﴾ يعني بالجنة، قاله عطية العوفي: إذا كان يوم القيامة يلقى المؤمن بالبشرى فإذا رأى الكافر ذلك تمناه فلم يره من الملائكة. ﴿وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً﴾ فيه ثلاث أوجه: أحدها: معناه معاذ الله أن تكون لكم البشرى يومئذ، قاله مجاهد. الثاني: معناه: منعنا أن نصل إلى شيء من الخير، قاله عكرمة. الثالث: حراماً محرماً أن تكون لكم البشرى يومئذ، قاله أبو سعيد الخدري، والضحاك، وقتادة ومنه قول الملتمس:


الصفحة التالية
Icon