يكتب: باسمك الله، فلما نزلت ﴿بِسْمِ اللَّهِ مَجْرِيهَا﴾ [هود: ٤١] كتب: باسم الله، فلما نزلت ﴿قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ﴾ [الإِسراء: ١١٠] كتب: باسم الله الرحمن، فلما نزلت ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ كتب: بسم الله الرحمن الرحيم. قال عاصم قلت للشعبي أنا رأيت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قال ذلك الكتاب الثالث. وأما قوله: ﴿ألا تعلواْ عليَّ وأتوني مسلمين﴾ فهذه كتب الأنباء موجزة مقصورة على الدعاء إلى الطاعة من غير بسط ولا إٍسهاب. وفي ﴿أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ﴾ ثلاثة أقاويل: أحدها: لا تخالفوا عليّ، قاله قتادة. الثاني: لا تتكبروا علي، قاله السدي وابن زيد. الثالث: لا تمتنعوا عليّ، قاله يحيى بن سلام. ﴿وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ فيه أربعة تأويلات: أحدها: مستسلمين، قاله الكلبي. الثاني: موحدين، قاله ابن عباس. الثالث: مخلصين، قاله زهير. الرابع: طائعين، قاله سفيان.
﴿قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون قالوا نحن أولوا قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون﴾ قوله: ﴿قَالَتْ يَآ أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي﴾ أشيروا عليّ في هذا الأمر الذي نزل بي فجعلت المشورة فتيا وقيل: إنها أول من وضع المشورة. ﴿مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونَ﴾ أي ممضية أمراً، وفي قراءة ابن مسعود قاضية أمراً، والمعنى واحد.